في
عام 1965 وقعت مواجهة مع الأجسام الطائرة المجهولة في مدينة إكزيتير
Exeter الواقعة في ولاية نيو هامشاير الأمريكية ومازالت تعتبر حتى الآن من
أبرز الحوادث توثيقاً في تاريخ الظاهرة كما أثرت حينئذ بشكل بالغ على
الباحثين في الظاهرة وعلى كبار وسائل الإعلام على حد سواء.
وأصبحت أحداث مدينة إكزيتير موضوع كتاب ألفه المحقق والكاتب (جون ف. فولير) وحمل عنوان " حادثة في مدينة إكزيتير - الرحلة التي لم تكتمل " Incident at exeter - The Interrupted Journey، كما نشرت مجلة "لوك" أيضاً سلسلة تتألف من جزئين عن الأحداث الملفتة لأنظار وعقول الملايين من البشر.
وأصبحت أحداث مدينة إكزيتير موضوع كتاب ألفه المحقق والكاتب (جون ف. فولير) وحمل عنوان " حادثة في مدينة إكزيتير - الرحلة التي لم تكتمل " Incident at exeter - The Interrupted Journey، كما نشرت مجلة "لوك" أيضاً سلسلة تتألف من جزئين عن الأحداث الملفتة لأنظار وعقول الملايين من البشر.
نور يتحول إلى جسم:
بدأت أحداث مدينة إكزيتير بينما كان (نورمان موسكاريلو) البالغ من العمر 18
عاماً يحاول ركوب إحدى السيارات للوصول إلى منزله في إحدى أمسيات شهر
سبتمبر الباردة وتحديداً بتاريخ الثالث من سبتمبر من عام 1965، حيث كان
على طريق رقم 135 متوجهاً في الساعة 2:00 صباحاً إلى مدينة إكزيتير الصغيرة
التي يبلغ عدد سكانها حوالي 7000 نسمة وبينما كان يسير على الطريق لاحظ
فجأة نور غير طبيعي يشع في السماء المظلمة وسرعان ما تحول النور إلى جسم
اتجه نحوه مباشرة.
كاد الجسم يضرب الشاب:
في وقت لاحق وصف (موسكاريلو) هذا الجسم فحدد طول قطره 27.50 متر تقريباً
وكانت أنواره الموضوعة على هيكله الخارجي مشعة جداً وقال أن الجسم كان يطوف
ببطء إلى الأسفل متوجهاً نحوه وهو في حالة ذعر إذ ظن أن الجسم سوف يصدمه
فانبطح على أرض الرصيف لتحاشيه وعلى ما يبدو طار الجسم مبتعداً عنه في
اللحظة الأخيرة فقفز واقفاً على قدميه وهرب باتجاه بيت قريب منه.
الجسم يلحق بسيارة:
وفي هذا الأثناء كان ضابط الشرطة (يوجين بيرتراند) يتلقى المكالمات
الهاتفية في مركز شرطة مدينة إكزيتير، إذ كان عليه الخروج في دورية الشرطة
في وقت لاحق لكنه تلقى مكالمة غريبة من امرأة تخبره أنها وبينما كانت تقود
سيارتها من مدينة (أيبينغ) القريبة تبعها جسم ضخم وصامت طوال 20 كم تقريباً
مسبباً لها الذعر لدرجة الموت بحسب ما وصفت وفي النهاية تمكنت من الوصول
إلى أقرب مكان لكي تجري مكالمتها الهاتفية، حيث قالت أن الجسم غادر المنطقة
بعد أن توقفت إلى جانب الطريق لكن (بيرتراند) اعتقد أن المكالمة مجرد
دعابة فلم يكترث لها.
موسكاريلو يقدم بلاغاً للشرطة
في هذا الأثناء وبالعودة إلى طريق رقم 135 كان (موسكاريلو) يهرع عائداً نحو
الطريق بعدما فشل في إيجاد أي أحد في المنزل الريفي الذي هرب إليه وأخيراً
توقفت سيارة كان يقودها رجل في منتصف عمره ومعه زوجته فاصطحبا الشاب
المرعوب ليقلاه فوراً إلى مركز شرطة مدينة (إكزيتير)، وهناك بدأ يسرد أحداث
النصف ساعة الأخيرة إلى الضابط المناوب(ريجلي سكراتش تولاند ).
ردود فعل الضابط:
وهنا أخذ الضابط (تولاند) الأمر على محمل الجد خصوصاً بعد أن علم
بالمكالمة الغريبة التي تلقاها الضابط (بيرتراند) مسبقاً وبدأ يصدق أن
شيئاً غريباً يحدث ، وفيما كان الضابط (بيرتراند) في سيارة الدورية قام
(تولاند) بإخباره لاسلكياً بالبلاغ الذي قدمه (موسكاريلو)، فعاد
(بيرتراند) إلى مركز الشرطة عند الساعة 3:00 تقريباً ومن ثم استمع لقصة
(موسكاريلو) فأدرك أنه كان على خطأ عندما تجاهل مكالمة المرأة السابقة ثم
فكر ملياً بالذي أخبره إياه (موسكاريلو) و قرر العودة مع الشاب إلى موقع
المشاهدة.
أضواء حمراء اللون:
عندما وصل كلٍ من (بيرتراند) و (موسكاريلو) إلى موقع الذي شوهد فيه الجسم
الغريب بحثا في أرجاء المنطقة فلم يعثرا في البداية على أي أي شيء مريب ،
فقررا أخيراً أن يتقدما إلى الحقل المفتوح والموجود فيه المنزل الذي زاره
(موسكاريلو) وإلى إسطبل الخيول أيضاً، فكانت الخيول هائجة بحسب ما ذكره
(موسكاريلو) وحينئذ سمعا صوت نباح كلاب فجأة، وبدأ الجسم الغريب بالظهور
مرتفعاً من خلف اثنين من أشجار الصنوبر الكبيرة وامتلأ المكان بأنوار
حمراء اللون.
الضابط يشاهد اليوفو:
كان (بيرتراند) جندي مخضرم خدم سلاح الجو طوال 4 سنوات وكان يعلم الكثير
عن جميع أنواع الطائرات، ولكن الجسم الذي شاهده لم يكن ينتمي إلى أي نوع من
الطائرات التي يعرفها ، فصرخ (موسكاريلو) قائلاً :" أنني أراه .. أنني
أراه" ، وقال الضابط (بيرتراند) في اللحظة التالية :"يا إلهي... أنني
أشاهد هذا الجسم اللعين بأم عيني !"
وبما يشبه صوت سقوط ورقة شجرة ميتة (حفيف) تحرك اليوفو برقة نحو الرجلين
المندهشين فهربا إلى سيارة الشرطة بينما كان اليوفو يطير على ارتفاع 30.50
متر تقريباً فوقهما.
ضابط ثان يؤكد المشاهدة:
من اليسار إلى اليمين : ماسكاريلو، ديفيد هنت، بيرتراند ، تولاند
كان نور اليوفو قوياً جداً لدرجة أنه جعل شكل الجسم غير قابل للتحديد وكانت
أنوار اليوفو تخبو ومن ثم تشع مجدداً وتتحرك جيئمة وذهاباً بين اليسار
واليمين على الشكل التالي (1 ، 2 ، 3، 4، 5، 4، 3، 2، 1)، وبعد ذلك بفترة
وجيزة بدأ اليوفو بالتحرك ببطء مبتعداً عن (بيرتراند) و (موسكاريلو) باتجاه
مدينة (هامبتون) وبينما كان الجسم يتحرك مبتعداً وصل الشرطي (ديفيد هنت)
من شرطة (إكزيتير) في الوقت المناسب لمشاهدة الجسم وسرعان ما بدأ مركز
شرطة المدينة يتلقى بلاغات عن مشاهدات جسم طائر مجهول فوق مدينة (هامبتون).
جلسة استماع في الكونغرس:
كانت شهادات ضباط الشرطة والمدنيين عن المشاهدات والأحداث لا تصدق في مدينة
(إكزيتير) ولكنها كانت مقنعة جداً لدرجة أنها كانت جزءاً من نقاشات
الكونجرس في اجتماعه الذي انعقد بتاريخ 05\04\1966 مما أدى في النهاية إلى
تشكيل لجنة (كوندون) للتحقيق.
وصدر
أيضاً "ختم الموافقة" على هذه الحالة بسبب شهادة رجال الشرطة وأصر مؤلف
الكتاب (جون جي. فولر) على أن حالة مدينة إكزيتير كانت " دليلاً دامغاً "
على وجود أجسام طائرة مجهولة وغير أرضية.
وهكذا في عام 1966 نشر (فولر) تحقيقه في هذه القضية بشكل كتاب وأصبح من بين
أشهر الكتب بحسب قائمة (نيويورك تايمز) لأكثر الكتب مبيعاً ، وبقي أيضاً
أكثر الكتب مبيعاً في تاريخ ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة UFO ، وبقي فقط
من هؤلاء الذين كانوا على صلة مباشرة في هذه القضية (ديفيد هنت ) و
(ريموند فولر) ، بينما مات (نورمان موسكاريلو) بعد مرض في أبريل 2003 وكان
يصر حتى موته بأنه ما شاهده ذلك اليوم كان حقيقي ولم يكن جسماً عادياً.
تفسير الحادثة وحل اللغز:
في عام 2011 قدم عدد نوفمير/ديسمبر من مجلة (المحقق المتشكك ) Skeptical
Inquirer تفسيراً لهذه الحادثة وضعه كلاً من (جو نيكل) وهو محقق ماورائيات
بارز و (جيمس مكغا)الضابط المتقاعد برتبة رائد في القوات الجوية الأمريكية.
كان (مكغا) يحلق في طائرته ويحاول تزويدها بالوقود من قبل طائرة KC-97
المتخصصة بتزويد الوقود للوقود كتلك الطائرة المعروضة في Pease AFB قرب
مدينة إكزيتير في عام 1965، وقد لاحظ أن أنماط ضوء الوميض الذي أبلغ عنه
الشاهدان (بيرتراند) و (ماسكاريلو) كانت على الترتيب التالي: 1 ، 2 ، 3،
4، 5، 4، 3، 2، 1 ، وفهم مباشرة أن هذه الإشارات الضوئية تصدر قبل تزويد
الوقود حيث تقوم الطائرة المزودة للوقود KC-97 بـإصدار 5 ومضات من ضوء
أحمر ساطع جداً من أسفل بطنها وبنفس الترتيب المذكور آنفاً.
كما أن تعليق عصا أنبوب التزويد بزاوية مقدارها 60 درجة إلى الأسفل وينجم
عن رفرفتها مع تيارات الهواء (بدون التحكم به من مشغل عصا التزويد ) صوت
يشبه حفيف الأوراق وهذا بالضبط ما أبلغ عنه (ماسكاريلو) في شهادته.
ومن المؤكد أن طائرة KC-97 استخدمت في هذه الليلة في إطار عملية دعيت باسم
"الإنفجار الكبير" Big Blast وهكذا يمكننا القول بأن اللغز لقي الحل
أخيراً بعد مرور 46 سنة.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء