شاب غر حملته الأقدار ليتقلد ارفع منصب في
واحدة من أعظم الإمبراطوريات التي عرفتها البشرية , استبشر الشعب خيرا
بسنوات حكمه الأولى و هدرت الجماهير الفرحة تهتف بأسمه , لكن فجأة , سقط
صريع الفراش , اصابه مرض غريب عجز الأطباء عن علاجه , و حين ظن الجميع
بأنه ميت لا محالة , فاجئهم جميعا بأن استعاد عافيته و قوته , لكنه لم
يعد كسابق عهده , و ستشهد روما أيام سوداء حالكة تحت رحمة كاليغولا الذي
سيصبح واحدا من أكثر أباطرتها جنونا و سادية.
ملاحظة و تحذير : هذا المقال
يحتوي على وصف لأعمال سادية و جرائم اغتصاب و علاقات جنسية شاذة و محرمة ,
لذا يرجى الانتباه و الحذر عند النقل الى المنتديات و المواقع الاخرى.
اراد تعيين حصانه كعضو في مجلس الشيوخ الروماني!!
الى اليمين رأس تمثال روماني يعتقد بأنه
يمثل الامبراطور كاليغولا و الى اليسار لقطة لأحدى حفلات كاليغولا
الصاخبة و الماجنة و المأخوذة عن فلم عن حياته انتج عام 1979 و تظهر في
اللقطة الممثلة الانكليزية العالمية Helen Mirren
|
ولد
في 31 اذار / اغسطس عام 12 للميلاد , اسمه الحقيقي هو جيوس و هو الثالث
من بين ستة اطفال رزق بهما والده , الجنرال جيرمينكوس القائد العسكري
المحنك و المحبوب في أرجاء الإمبراطورية , و زوجته النبيلة اكربينا , و
اللذان يعودان بنسبهما معا الى امبراطور روما الاول اوكتافيوس أغسطس , و
هذا النسب النبيل سيكون نعمة و نقمة على الصغير جيوس , فمن جهة اكسبه
شعبية كبيرة و جعله محبوبا من قبل الناس و سيحمله مستقبلا الى سدة الحكم ,
و من جهة اخرى سيكون سببا في سجنه و فقده لعائلته.
عندما كان في الثالثة من عمره , رافق جيوس والده في احدى حروبه في المانيا و هناك اطلق عليه الجنود اسم كاليغولا و معناه باللاتينية (حذاء الجندي الصغير) و ذلك لأن والده البسه زيا عسكريا كاملا مع الدرع و الحذاء مما اثار سخرية الجنود.
في السابعة من عمره , توفي والده اثر عودته من إحدى الحملات العسكرية في سوريا , و يعتقد بعض المؤرخين ان الإمبراطور طبريوس , الذي كان سيد روما آنذاك , هو الذي قام بتسميمه بعد ان رأى فيه غريما و منافسا على عرش الإمبراطورية بسبب أصله النبيل و شعبيته الكبيرة , و اثر موت والده , انتقل كاليغولا للعيش مع والدته و اخوته , لكن ذلك لم يدم طويلا , اذ سرعان ما ساءت العلاقة بين والدته و بين الامبراطور لذلك تم اعدامها و نفي احد اخوته و سجن الأخر ثم تم تجويعه حتى الموت , و لم يكن هذا المصير البائس لعائلة كاليغولا أفضل من مصير عوائل المئات من النبلاء الرومان الذي أعدمهم الإمبراطور و صادر ثرواتهم بتهمة بالخيانة و التأمر على العرش.
و اثر اعدام عائلته , انتقل كاليغولا مع اخواته الثلاثة للعيش في جزيرة كابري التي اصبحت مقرا للامبراطور الذي انتقل الها عام 26 للميلاد بعيدا عن دسائس و مؤامرات روما , و مما يثير الدهشة ان الامبراطور ابقى على حياة كاليغولا , و يرجح المؤرخون بأن السبب في ذلك يعود الى براعة كاليغولا الكبيرة في التملق و التذلل , فرغم ان الامبراطور قتل والديه و اخوته , الا ان كاليغولا كان بارعا في اخفاء مشاعر الكره التي يكنها و التظاهر بأنه خادم مخلص و مطيع , حتى ان الامبراطور قال عنه : "ليس هناك خادم أفضل و لا سيد أسوء من كاليغولا".
و خلال سنين الحجز الاجباري هذه , اهتم كاليغولا كثيرا بتوطيد علاقته مع ماركو الذي كان يشغل منصب رئيس الحرس الامبراطوري , حتى اصبح سندا كبيرا له في طريق الوصول الى العرش , و كان دائما يمدح ولاء و إخلاص كاليغولا أمام الإمبراطور ليحميه من الاعدام , فقد كان الإمبراطور كثير الشك و يبطش بأي شخص يحس منه خطرا على عرشه , و في عام 35 للميلاد , تحقق لكاليغولا ما كان يصبو اليه , فلأن الابن الوحيد للأمبراطور كان قد مات (او قتل بالسم) و لم يكن له ذرية سوى ولد صغير يدعى جيمليوس , و كذلك لأن اغلب رجال السلالة الحاكمة اما ماتوا او قتلوا , لذلك تم وضع اسم كاليغولا كوريث للعرش بالأضافة الى حفيد الامبراطور و الذي كان في الثانية عشر من العمر آنذاك.
عام 37 للميلاد , تدهورت صحة الامبراطور طبريوس و دخل في اغماءة طويلة , و بحسب روايات بعض المؤرخين فأن كاليغولا و بمساعدة ماركو قاموا بالتعجيل بموت الامبراطور عن طريق خنقه بوسادة , و لأن جميليوس كان لازال صغيرا لذلك و بمساعدة من ماركو , فقد نودي بكاليغولا امبراطورا و استقبلته الحشود في روما بهتافات الحب و التشجيع , فقد رأوه المنقذ بعد ان ذاقوا الامرين خلال السنوات الاخيرة من عهد الامبراطور طبريوس , و بحسب رواية بعض المؤرخين الرومان فأن احتفالات تنصيب كاليغولا استمرت لمدة ثلاثة اشهر , اقيمت خلالها المهرجانات الراقصة و الصاخبة و جرت خلالها العديد من نزالات حلبة المصارعة الرومانية التي كانت الرومان يعشقوها اكثر من أي شيء اخر , كما تم التضحية للآلهة بما يقارب 160000 حيوان , و قد اجمع جميع من كتب عن تلك الفترة , بأن السبعة اشهر الاولى من حكم كاليغولا كانت في غاية الهدوء و السعادة , فقد قام كاليغولا بتخفيض الضرائب على المواطنين الرومان و قام بتوزيع الاموال على الفقراء و اقام المهرجانات و الاحتفالات الضخمة ليسعد الجماهير كما قام بألغاء المحاكم التي اقامها الامبراطور طبريوس للنبلاء و التي يتم بموجبها اعدامهم و مصادرة اموالهم. الا ان سعادة و غبطة روما بأمبراطورها الجديد لم تدم طويلا , ففي تشرين الاول / اكتوبر عام 37 للميلاد , مرض الامبراطور كاليغولا فجأة و سقط صريع الفراش , و اصبحت حالته وخيمة حتى ايقن البعض بهلاكه , و خيم الحزن على روما بسبب مرض امبراطورها الحبيب , و مع ان المؤرخين لم يذكروا طبيعة المرض , هل هو جسدي ام عقلي الا ان المؤرخ فيلو , و هو من المعاصرين لكاليغولا , يقول بأن افراط الامبراطور في الاستحمام و شرب الخمر و ممارسة الجنس كان هو السبب الرئيسي لمرضه , كما ان كاليغولا كان يعاني من مرض الصرع منذ طفولته , و لابد ان هذه الامور مجتمعة قد ادت الى مرضه , و ربما لو مات كاليغولا اثناء مرضه هذا , لذكره التاريخ كأحد الاباطرة الرومان المحبوبين , لكن للقدر ابى الا ان يري روما الوجه الاخر لكاليغولا , فقد نهض الامبراطور و تعافى من مرضه كليا , لكنه تغيير كليا عما كان عليه , اصبح نومه قليلا جدا و تقض الكوابيس مضجعه فيهيم على وجهه داخل القصر الامبراطوري , يتنقل هاربا بين اقسامه بأنتظار الصباح , و اصبح اكثر قسوة و سادية , قام فور نهوضه من المرض بقتل عدد من افراد البلاط المخلصين له , و قام بنفي زوجته و اجبر والدها على الانتحار , كذلك قام بقتل جيمليوس , حفيد الامبراطور طبريوس و ولي العهد , و قام بأغتصاب زوجة صديقه السابق ماركو امام عينه و جعله قوادا عليها في احد بيوت الدعارة التي شيدها داخل القصر الامبراطوري ثم قتله شر قتلة , و قام بأجبار اشراف روما على ارسال نسائهم و بناتهم الى بيوت الدعارة هذه للعمل فيها , و اجبر الاغنياء منهم على تغيير وصاياهم و كتابة وصايا جديدة تذهب جميع ثروتهم للأمبراطور بموجبها. و رغم ان اغلب المؤرخين متفقين على ان المرض كان السبب الرئيسي للتحول الذي حدث في تصرفات الامبراطور , الا ان هناك اخرون يعتقدون بأن الطبيعة الوحشية و السادية كانت موجودة و كامنة اساسا لدى كاليغولا , فقد كان يعاني من الصرع منذ طفولته و كان يرزح تحت تأثير الكثير من العقد النفسية التي رافقت طفولته الحزينة و فقده لعائلته , فقد كان ساديا يحب التعذيب و القتل و الاغتصاب , و قد نفس عن هذه العقد عندما كان برفقة الامبراطور طبريوس في مهرجانات القتل و الجنس الجماعي التي كان يقيمها في جزيرة كابري , كما كان كاليغولا مهووسا بأنتهاك المحرمات , كانت تربطه منذ سن المراهقة علاقة جنسية محرمة مع اخواته الثلاث , و علاقته الجنسية مع اخته دورسيلا كانت على كل لسان و حديث الناس , حيث كان يعشقها و يهيم بها حبا , و كان ينوي انجاب طفل منها على طريقة الطبقة الحاكمة لدى الفراعنة في الزواج من المحارم للحفاظ على نقاء الدماء الملكية , كما كان كاليغولا يهوى اغتصاب النساء امام اعين ازواجهن و اهلهن , بل كان يجبرهم احيانا على العمل كقوادين لهن!! و لم تكن هناك امرأة جميلة في الامبراطورية تسلم من شبقه و هوسه الجنسي , كان يغتصب أي امرأة يعجب بها بغض النظر عن درجتها الاجتماعية او عائلتها او حتى قرابتها منه ثم يقتلها بعد ان يمل منها , لذلك عزيزي القاريء فأن ما سيحدث في الاعوام القادمة من حكم هذا المريض النفسي سيكون شيئا متوقعا , و ان روما التي رقصت طربا و فرحت بالأمبراطور الجديد ستشهد ايام سوداء كالحة , و ستشهد الامبراطورية كلها في سنواتها القادمة مجموعة من الاباطرة المرضى و المجانين يحكمون لأشهر او سنوات قليلة وصولا الى مجنون روما الاشهر , الامبراطور نيرون.
عندما كان في الثالثة من عمره , رافق جيوس والده في احدى حروبه في المانيا و هناك اطلق عليه الجنود اسم كاليغولا و معناه باللاتينية (حذاء الجندي الصغير) و ذلك لأن والده البسه زيا عسكريا كاملا مع الدرع و الحذاء مما اثار سخرية الجنود.
في السابعة من عمره , توفي والده اثر عودته من إحدى الحملات العسكرية في سوريا , و يعتقد بعض المؤرخين ان الإمبراطور طبريوس , الذي كان سيد روما آنذاك , هو الذي قام بتسميمه بعد ان رأى فيه غريما و منافسا على عرش الإمبراطورية بسبب أصله النبيل و شعبيته الكبيرة , و اثر موت والده , انتقل كاليغولا للعيش مع والدته و اخوته , لكن ذلك لم يدم طويلا , اذ سرعان ما ساءت العلاقة بين والدته و بين الامبراطور لذلك تم اعدامها و نفي احد اخوته و سجن الأخر ثم تم تجويعه حتى الموت , و لم يكن هذا المصير البائس لعائلة كاليغولا أفضل من مصير عوائل المئات من النبلاء الرومان الذي أعدمهم الإمبراطور و صادر ثرواتهم بتهمة بالخيانة و التأمر على العرش.
و اثر اعدام عائلته , انتقل كاليغولا مع اخواته الثلاثة للعيش في جزيرة كابري التي اصبحت مقرا للامبراطور الذي انتقل الها عام 26 للميلاد بعيدا عن دسائس و مؤامرات روما , و مما يثير الدهشة ان الامبراطور ابقى على حياة كاليغولا , و يرجح المؤرخون بأن السبب في ذلك يعود الى براعة كاليغولا الكبيرة في التملق و التذلل , فرغم ان الامبراطور قتل والديه و اخوته , الا ان كاليغولا كان بارعا في اخفاء مشاعر الكره التي يكنها و التظاهر بأنه خادم مخلص و مطيع , حتى ان الامبراطور قال عنه : "ليس هناك خادم أفضل و لا سيد أسوء من كاليغولا".
و خلال سنين الحجز الاجباري هذه , اهتم كاليغولا كثيرا بتوطيد علاقته مع ماركو الذي كان يشغل منصب رئيس الحرس الامبراطوري , حتى اصبح سندا كبيرا له في طريق الوصول الى العرش , و كان دائما يمدح ولاء و إخلاص كاليغولا أمام الإمبراطور ليحميه من الاعدام , فقد كان الإمبراطور كثير الشك و يبطش بأي شخص يحس منه خطرا على عرشه , و في عام 35 للميلاد , تحقق لكاليغولا ما كان يصبو اليه , فلأن الابن الوحيد للأمبراطور كان قد مات (او قتل بالسم) و لم يكن له ذرية سوى ولد صغير يدعى جيمليوس , و كذلك لأن اغلب رجال السلالة الحاكمة اما ماتوا او قتلوا , لذلك تم وضع اسم كاليغولا كوريث للعرش بالأضافة الى حفيد الامبراطور و الذي كان في الثانية عشر من العمر آنذاك.
عام 37 للميلاد , تدهورت صحة الامبراطور طبريوس و دخل في اغماءة طويلة , و بحسب روايات بعض المؤرخين فأن كاليغولا و بمساعدة ماركو قاموا بالتعجيل بموت الامبراطور عن طريق خنقه بوسادة , و لأن جميليوس كان لازال صغيرا لذلك و بمساعدة من ماركو , فقد نودي بكاليغولا امبراطورا و استقبلته الحشود في روما بهتافات الحب و التشجيع , فقد رأوه المنقذ بعد ان ذاقوا الامرين خلال السنوات الاخيرة من عهد الامبراطور طبريوس , و بحسب رواية بعض المؤرخين الرومان فأن احتفالات تنصيب كاليغولا استمرت لمدة ثلاثة اشهر , اقيمت خلالها المهرجانات الراقصة و الصاخبة و جرت خلالها العديد من نزالات حلبة المصارعة الرومانية التي كانت الرومان يعشقوها اكثر من أي شيء اخر , كما تم التضحية للآلهة بما يقارب 160000 حيوان , و قد اجمع جميع من كتب عن تلك الفترة , بأن السبعة اشهر الاولى من حكم كاليغولا كانت في غاية الهدوء و السعادة , فقد قام كاليغولا بتخفيض الضرائب على المواطنين الرومان و قام بتوزيع الاموال على الفقراء و اقام المهرجانات و الاحتفالات الضخمة ليسعد الجماهير كما قام بألغاء المحاكم التي اقامها الامبراطور طبريوس للنبلاء و التي يتم بموجبها اعدامهم و مصادرة اموالهم. الا ان سعادة و غبطة روما بأمبراطورها الجديد لم تدم طويلا , ففي تشرين الاول / اكتوبر عام 37 للميلاد , مرض الامبراطور كاليغولا فجأة و سقط صريع الفراش , و اصبحت حالته وخيمة حتى ايقن البعض بهلاكه , و خيم الحزن على روما بسبب مرض امبراطورها الحبيب , و مع ان المؤرخين لم يذكروا طبيعة المرض , هل هو جسدي ام عقلي الا ان المؤرخ فيلو , و هو من المعاصرين لكاليغولا , يقول بأن افراط الامبراطور في الاستحمام و شرب الخمر و ممارسة الجنس كان هو السبب الرئيسي لمرضه , كما ان كاليغولا كان يعاني من مرض الصرع منذ طفولته , و لابد ان هذه الامور مجتمعة قد ادت الى مرضه , و ربما لو مات كاليغولا اثناء مرضه هذا , لذكره التاريخ كأحد الاباطرة الرومان المحبوبين , لكن للقدر ابى الا ان يري روما الوجه الاخر لكاليغولا , فقد نهض الامبراطور و تعافى من مرضه كليا , لكنه تغيير كليا عما كان عليه , اصبح نومه قليلا جدا و تقض الكوابيس مضجعه فيهيم على وجهه داخل القصر الامبراطوري , يتنقل هاربا بين اقسامه بأنتظار الصباح , و اصبح اكثر قسوة و سادية , قام فور نهوضه من المرض بقتل عدد من افراد البلاط المخلصين له , و قام بنفي زوجته و اجبر والدها على الانتحار , كذلك قام بقتل جيمليوس , حفيد الامبراطور طبريوس و ولي العهد , و قام بأغتصاب زوجة صديقه السابق ماركو امام عينه و جعله قوادا عليها في احد بيوت الدعارة التي شيدها داخل القصر الامبراطوري ثم قتله شر قتلة , و قام بأجبار اشراف روما على ارسال نسائهم و بناتهم الى بيوت الدعارة هذه للعمل فيها , و اجبر الاغنياء منهم على تغيير وصاياهم و كتابة وصايا جديدة تذهب جميع ثروتهم للأمبراطور بموجبها. و رغم ان اغلب المؤرخين متفقين على ان المرض كان السبب الرئيسي للتحول الذي حدث في تصرفات الامبراطور , الا ان هناك اخرون يعتقدون بأن الطبيعة الوحشية و السادية كانت موجودة و كامنة اساسا لدى كاليغولا , فقد كان يعاني من الصرع منذ طفولته و كان يرزح تحت تأثير الكثير من العقد النفسية التي رافقت طفولته الحزينة و فقده لعائلته , فقد كان ساديا يحب التعذيب و القتل و الاغتصاب , و قد نفس عن هذه العقد عندما كان برفقة الامبراطور طبريوس في مهرجانات القتل و الجنس الجماعي التي كان يقيمها في جزيرة كابري , كما كان كاليغولا مهووسا بأنتهاك المحرمات , كانت تربطه منذ سن المراهقة علاقة جنسية محرمة مع اخواته الثلاث , و علاقته الجنسية مع اخته دورسيلا كانت على كل لسان و حديث الناس , حيث كان يعشقها و يهيم بها حبا , و كان ينوي انجاب طفل منها على طريقة الطبقة الحاكمة لدى الفراعنة في الزواج من المحارم للحفاظ على نقاء الدماء الملكية , كما كان كاليغولا يهوى اغتصاب النساء امام اعين ازواجهن و اهلهن , بل كان يجبرهم احيانا على العمل كقوادين لهن!! و لم تكن هناك امرأة جميلة في الامبراطورية تسلم من شبقه و هوسه الجنسي , كان يغتصب أي امرأة يعجب بها بغض النظر عن درجتها الاجتماعية او عائلتها او حتى قرابتها منه ثم يقتلها بعد ان يمل منها , لذلك عزيزي القاريء فأن ما سيحدث في الاعوام القادمة من حكم هذا المريض النفسي سيكون شيئا متوقعا , و ان روما التي رقصت طربا و فرحت بالأمبراطور الجديد ستشهد ايام سوداء كالحة , و ستشهد الامبراطورية كلها في سنواتها القادمة مجموعة من الاباطرة المرضى و المجانين يحكمون لأشهر او سنوات قليلة وصولا الى مجنون روما الاشهر , الامبراطور نيرون.
في عام 38 , جمع كاليغولا جميع السفن
الموجودة في روما و قام ببناء جسر عليها يربط بين ضفتي مضيق نابولي , أي
بطول ثلاثة اميال , ثم قام بعبور هذا الجسر ممتطيا جواده , و قد اختلف
المؤرخون في الغاية من هذا العمل الجنوني , حيث ذهب بعضهم الى انه اراد
ان يبر بقسم قديم قطعه على نفسه في حال اصبح امبراطورا , و اخرون قالوا
انه اراد ان يتشبه بالآلهة , لكن ايا كان السبب فأن النتيجة الحتمية
لهكذا عمل ضخم و للأحتفالات الصاخبة التي يقيمها الامبراطور كل يوم , و
لتبذيره و اسرافه الذي لا يعرف حدودا , هو خواء خزينة الدولة من المال , و
كذلك نفاذ الحبوب في المخازن لأن السفن التي كانت تستعمل لنقل الحنطة من
مصر الى روما استخدمت في انشاء جسر الامبراطور في نابولي , و نتيجة لذلك
حصلت مجاعة كبيرة في روما راح ضحيتها الكثيرون , و للحصول على المزيد من
الاموال فقد اعاد كاليغولا فرض الضرائب على الشعب و كذلك اعاد العمل
بالمحاكم التي أنشئها سلفه الامبراطور طبريوس للمحاكمة بتهمة الخيانة , و
التي كان الغرض الرئيسي منها هو مصادرة الاموال و قد نقل المؤرخون رواية
طريفة بهذا الخصوص , حيث اعدم كاليغولا أحد اشراف روما ثم تبين بأنه
مفلس فقال متأسفا "اه .. يا للأسف , أزهقت حياته بدون فائدة".
كما ان الامبراطور افتتح الكثير من بيوت الدعارة داخل قصر الامبراطور و هو امر لم يسبقه اليه احد , و كان ريع هذه البيوت يذهب اليه , بل الادهى انه و حسب الروايات كان يؤجر حتى نساءه و اخواته لممارسة الجنس مقابل المال , و قام بترتيب مبارات القتال الدموية في حلبة المصارعة الرومانية من اجل المراهنة و القمار , و يروى ان المصارعين كانوا يرمون لنزال الاسود و النمور حتى الموت , و انه في احدى تلك المباريات و عندما لم يبقى أي مصارع ليقاتل في الحلبة , امر كاليغولا بأختيار اشخاص من المتفرجين عشوائيا و اجبرهم للنزول الى الحلبة.
و يبدو ان جنون الامبراطور لا يقف عند حد , فقد بنى بيتا فخما لحصانه المفضل , انكيتاتيوس , و البسه الثياب الفاخرة المرصعة بالجواهر , و جعل له عدد كبير من الخدم و الحاشية , و اجبر نبلاء روما و اشرافها على الحضور الى حفلات ضخمة كانت تقام على شرف الحصان , و كان يشاركه الطعام على نفس المائدة , كما كان ينوي جعل حصانه عضوا في مجلس الشيوخ الروماني لولا ان المنية سبقته.
و في الفترة الاخيرة من حكمه القصير , ادعى كاليغولا الربوبية , و طلب ان يعبد كآله , و قام ببناء معبد فخم له في روما , وضع فيه تمثالا منحوتا على هيئته من الذهب الخالص و امر الجميع بأن يعبدوه , كما قام بوضع تماثيله في معابد اليهود في القدس لكي تعبد.
و ربما تكون حملات كالغولا العسكرية ليست اقل جنونا من افعاله الاخرى , فقد قام بحملة عسكرية الى المانيا , لكنها كانت بدون فائدة و لم يخض حربا حقيقية , ثم وجه الجيش الى انكلترا , لكنه لم يعبر اليها , فعندما وصل الى قناة المانش الفاصلة بين اوربا و انكلترا , امر جنوده بأن يقوموا بجمع الاصداف البحرية على الشاطيء ثم قفل عائدا الى روما!!
في 24 كانون الثاني / يناير عام 41 للميلاد و بعد اربع سنوات من الحكم المجنون , قام الحرس الامبراطوري بأغتيال كاليغولا حيث طعن لثلاثين مرة , و قتلوا زوجته معه و هشموا رأس ابنته الصغيرة على الجدار , و هكذا انتهى و بصورة مرعبة و دموية حكم واحد من اكثر اباطرة روما جنونا.
كما ان الامبراطور افتتح الكثير من بيوت الدعارة داخل قصر الامبراطور و هو امر لم يسبقه اليه احد , و كان ريع هذه البيوت يذهب اليه , بل الادهى انه و حسب الروايات كان يؤجر حتى نساءه و اخواته لممارسة الجنس مقابل المال , و قام بترتيب مبارات القتال الدموية في حلبة المصارعة الرومانية من اجل المراهنة و القمار , و يروى ان المصارعين كانوا يرمون لنزال الاسود و النمور حتى الموت , و انه في احدى تلك المباريات و عندما لم يبقى أي مصارع ليقاتل في الحلبة , امر كاليغولا بأختيار اشخاص من المتفرجين عشوائيا و اجبرهم للنزول الى الحلبة.
و يبدو ان جنون الامبراطور لا يقف عند حد , فقد بنى بيتا فخما لحصانه المفضل , انكيتاتيوس , و البسه الثياب الفاخرة المرصعة بالجواهر , و جعل له عدد كبير من الخدم و الحاشية , و اجبر نبلاء روما و اشرافها على الحضور الى حفلات ضخمة كانت تقام على شرف الحصان , و كان يشاركه الطعام على نفس المائدة , كما كان ينوي جعل حصانه عضوا في مجلس الشيوخ الروماني لولا ان المنية سبقته.
و في الفترة الاخيرة من حكمه القصير , ادعى كاليغولا الربوبية , و طلب ان يعبد كآله , و قام ببناء معبد فخم له في روما , وضع فيه تمثالا منحوتا على هيئته من الذهب الخالص و امر الجميع بأن يعبدوه , كما قام بوضع تماثيله في معابد اليهود في القدس لكي تعبد.
و ربما تكون حملات كالغولا العسكرية ليست اقل جنونا من افعاله الاخرى , فقد قام بحملة عسكرية الى المانيا , لكنها كانت بدون فائدة و لم يخض حربا حقيقية , ثم وجه الجيش الى انكلترا , لكنه لم يعبر اليها , فعندما وصل الى قناة المانش الفاصلة بين اوربا و انكلترا , امر جنوده بأن يقوموا بجمع الاصداف البحرية على الشاطيء ثم قفل عائدا الى روما!!
في 24 كانون الثاني / يناير عام 41 للميلاد و بعد اربع سنوات من الحكم المجنون , قام الحرس الامبراطوري بأغتيال كاليغولا حيث طعن لثلاثين مرة , و قتلوا زوجته معه و هشموا رأس ابنته الصغيرة على الجدار , و هكذا انتهى و بصورة مرعبة و دموية حكم واحد من اكثر اباطرة روما جنونا.
حقائق لابد من الوقوف عندها:
الاحداث التي سردناها اعلاه موجودة في جميع
الكتب التي تناولت حياة كاليغولا , كما تم تناول حياته في عدد من
المسرحيات و التمثيليات و تم انتاج فلم ضخم عن حياته نهاية السبعينات الا
انه لم يلاقي نجاحا كبيرا بسبب الاسراف غير المنطقي في مشاهد القتل و
الدماء و الجنس , كما يمكنك عزيزي القارئ , بان تكتب كلمة (Caligula )
في أي محرك بحث للحصول على المزيد من المعلومات حول حياته و فترة حكمه ,
لكن و لأننا في موقع مملكة الخوف انتهجنا خطا ثابتا بتناول المواضيع
التي نكتب عنها بموضوعية و حيادية و علمية في النقل و التحليل , و خصوصا
الامور التاريخية التي تختلف حولها الاراء و الاجتهادات , لذلك لابد ان
ننوه بأن حياة الامبراطور كاليغولا (و حتى حياة الامبراطور نيرون) هي من
الامور التي اختلف حولها علماء التاريخ , فالمصادر عن فترة حكمه القصيرة
قليلة جدا , و المصدريين الأساسيين المعاصرين لها هي كتابات المؤرخين
فيلو و سينيكا , و الاثنان من اليهود و لذلك ينظر الكثير من العلماء الى
كتاباتهم بعين الشك و ذلك لأن كاليغولا اذى اليهود كثيرا و دنس معابدهم
لذلك لا يتوقع ان يكتبوا عنه بحيادية , لكن بعيدا عن نظرية المؤامرة
التاريخية التي يحلو لنا كشرقيين تحليل الامور على اساسها غالبا , فأن
هناك بعض الاشارات و الكتابات عن كاليغولا لمؤرخين رومان لكنها غالبا
لاحقة لعصره و التي ايدت معظمها مسألة جنونه و ساديته و علاقاته الجنسية
الشاذة , لكن يبدو ان تنكيل كاليغولا كان منصبا على طبقة النبلاء و لذلك
كرهه هؤلاء بشدة و ربما كان لهم دور كبير في تشويه سمعته , في حين يبدو
الشعب اكثر تعلقا بكاليغولا فبعد اغتياله نادت الجماهير مطالبة بالقصاص
من قتلته , كما ان عهد كالغولا لم يخلو من بعض الانجازات كترميمه و بناءه
لبعض المعابد و مرافق الدولة العامة , لذلك يجب ان لا ينظر لجميع ما كتب
عن الإمبراطور كاليغولا على انها حقائق مسلم بها و لكنها تبقى , حالها
حال غيرها من المواضيع التاريخية , قابلة للنقاش و الجدل.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء