pregnancy

حرب من اجل امرأة




طرْوادة مدينة قديمة في آسيا الصغرى (تركيا الآن)، ذاعت شهرتها من خلال أساطير الإغريق الأوائل. وتُدعى أيضًا إلْيُوم.


 وتَرْوي الإلياذة والأوديسة، وهما ملحمتان تُنَسبان إلى الشاعر الإغريقي هوميروس (هومر)، وكذلك الإنيادة، الملحمة التي كتبها الشاعر الرومانيّ فيرجيل، قصة عن طروادة، قد لا تكون صادقة إلا بشكل محدود. وقد سُمِّيَتْ المدينة باسميها نسبة إلى إلوس، مؤسسها الأسطوري، وتروس والد إلوس.

طروادة الأسطورية:

 
 مدينة كبيرة كان يحكمها الملك بريام

 ويُروَى أن باريس ابن الملك حُكِّم في منافسة جمال بين المعبودات الإغريقية هيرا وأثينا وأفروديت، فاختار للفوز أفروديت إذ كانت قد وعدته بأن تزوجه أجمل امرأة في العالم.

قام باريس، بعد هذه المنافسة، بزيارة منيلاوس، ملك أسبرطة، فوقع في غرام زوجته هيلين، التي كانت قد عُرفت بأنها أجمل امرأة في العالم. وقد كانت السبب الرئيسي للحرب الطروادية، التي هزمت فيها اليونان مدينة طروادة.

فأخذ باريس هيلين معه إلى طروادة، مما أغضب منيلاوس. وأقسم شعب الإغريق، الذين يُسمِّيهم هوميروس الآخيين، على الانتقام من باريس، ومن شعب طروادة. وهكذا انطلقت حملةٌ، قادها أغاممنون أخو منيلاوس، وضمت إلى جانبه كلاً من أخيليوس (أخيل) وأوديسيوس، (يوليسيس كما في اللاتينية) وكثيرًا من أبطال الإغريق الآخرين.

الحرب:



حاصر الإغريق طروادة مدة عشر سنوات إلا أنهم أخفقوا في الاستيلاء على المدينة التي كانت محصَّنة بأسوار حجرية عالية. وأخيرًا أمر أوديسيوس العمّال بصنع حصان خشبي ضخم، اختبأ في داخله عدد من الجنود الإغريق، بينما تظاهر بقية الإغريق بالإبحار بعيدًا، تاركين الحصان قائمًا خارج أسوار المدينة.






حصان خشبي من العام 2004
موجود الآن في مدينة شانكاله التركية
استخدم في تصوير فيلم طروادة(troy)

أثار الحصان فضول الطرواديين، فسحبوه إلى داخل المدينة على الرغم من تحذيرات الكاهن الطروادي لاوكون لهم بألا يفعلوا ذلك. وفي تلك الليلة تسلل الجنود الإغريق خارجين من جوف الحصان، وفتحوا بوابات المدينة أمام بقية القوات الإغريقية، لدخول طروادة. وهكذا نفذ الإغريق مذبحةً ذهب ضحيتها شعب طروادة، ونهبوا المدينة وأحرقوها. وقد نجا إينياس، بطل ملحمة الإنيادة لفيرجيل، إلى جانب عدد قليل من الطرواديين، من هذه المذبحة بينما قُتل باريس في هذه الحرب وعادت هيلين إلى منيلاوس.

طروادة الحقيقية

طروادة الحقيقية. فيما عدا هذه الأساطير فإن ما هو معروف عن تاريخ طروادة قليل وعلماء الآثار يعرفون أن طروادة أسِّسَتْ في أوائل العصر البرونزي، الذي ابتدأ في آسيا الصغرى نحو 3000ق.م.

 وتقوم المدينة على سهل مرتفع بسهل خصيب، يقع في شمال غربي تركيا الحالية وكانت قريبة من الطرف الجنوبي للمضيق المعروف الآن باسم الدردنيل، الذي كان يسمى هيليسبونْت. 

وقد اكتشف علماء الآثار تسع مدن بنيت في موقع طروادة، كانت كل مدينة تالية منها تُبنى على أنقاض المدينة التي سبقتها. كانت كلٌ من طروادة الثانية وطروادة السادسة، بصفة خاصة، مدينتين غنيتين. فقد اشتغل الطرواديون بالزِّراعة وبتربية الأغنام وبإنتاج السلع الصوفية، كما تاجروا مع المسِّينيين الذين كانوا يعيشون في بلاد الإغريق، ومع شعوب أخرى تعيش على امتداد سواحل آسيا الصغرى المطلة على بحر إيجة.

ولا يعرف العلماء إلا القليل عن حرب طروادة الحقيقية، إذ وجد علماء الآثار دلائل على أن الإغريق ربما كانوا قد هاجموا طروادة، ودمروها في حملة مماثلة لتلك التي وصفتها الإلياذة. إلا أن سبب تلك الحرب ظلّ غير معروف. 

ويَعْتَقِدُ علماء اليونان أن طروادة سقطت حوالي العام 1184ق.م، بينما يظنّ كثير من علماء الآثار أن المدينة السابعة التي قامت على موقع طروادة هي المدينة التي كُتِب عنها في الأدب الإغريقي القديم. ويَعْتَقِدُ هؤلاء العلماء أن هذه المدينة قد دُمِّرت نحو عام 1250ق.م.


أبطال  حرب طروادة:

1- أخيل:

تمثال أخيل -سنة 340 ق.م

أخيل أحد الأبطال في الأساطير الإغريقية. أدى دورًا كبيرًا في حرب طروادة التي ألحق فيها الإغريق الهزيمة بمدينة طروادة. وفي ملحمة الإلياذة وصف للسنة الأخيرة لحرب طروادة.

كان أخيل ابن بيلوس ملك ثيسالي وتيتس حورية البحر. قامت تيتس بغمر أخيل، بعد مولده مباشرة، في نهر ستيكس، وذلك لكي تحمي جسده من الأذى. ولكن الماء لم يمس كعب أخيل إذ كانت تيتس تمسكه منه.

أرسل قائد القوات الإغريقية أجاممنون، بعد أن بدأت حرب طروادة، بعض الجنود إلى أخيل ليطلبوا منه أن يلتحق بالجيش. لكن تيتس خافت عليه أن يُقتل، لذا ألبسته ملابس نسائية وبعثت به إلى الملك لايكوميد لكي يعيش معه في جزيرة سكايروس. عثر أوديسيوس (أوليس باللاتينية) ـ وهو رجل داهية ـ على أخيل وعرض عليه بعض الأسلحة. لكن فرحة أخيل برؤية الأسلحة كشفت أنه رجل، فوافق على أن يلتحق بالجيش.

رفض أخيل في السنة العاشرة لحرب طروادة أن يحارب بسبب شجار بينه وبين أجاممنون. لكنه عاد في النهاية إلى ميدان المعركة بعد أن ذبح هيكتور بطل طروادة صديقه باتروكلس. قتل أخيل هيكتور منتقمًا لمقتل صديقه باتروكلس بعد أن لبس درعًا كان قد صنعه هيفيستوس المتخذ إلهًا. وفي النهاية، صوّب باريس ـ شقيق هيكتور ـ سهمًا قاده الإله أبولو الآخر المزعوم صوب كعب أخيل العاري فسقط أخيل. وتعبير كعب أخيل في الثقافة الغربية كناية عن نقطة الضعف في الإنسان الصامد.


2- هيكتور:

هيكتور أشهر محاربي مدينة طروادة القديمة في الأساطير الإغريقية القديمة. وقد أدى دورًا رئيسيًا في الحرب الطروادية، التي هزمت فيها اليونان طروادة. وتذكر القصيدة البطولية المسماة الإلياذة أحداثًا هامة وقعت أثناء السنة الأخيرة من الحرب.

كان هيكتور ابنًا لبريام، ملك طروادة، وهكيوبة. وطبقًا لبعض الأساطير، كان إله اليونان أبولو والد هيكتور. وقد وصفت الإلياذة هيكتور بأنه شجاع، ووسيم، ووطني. وأثناء الحرب الطروادية، رفض أخيل، المقاتل اليوناني الشهير، أن يطير بعد النزاع مع أجاممنون قائد القوات اليونانية. ونتيجة لذلك، أخرج جنود هيكتور اليونانيين من طروادة. ووافق أخيل على طلب صديقه باتروكلس، الذي أراد أن يرتدي درع أخيل ويحارب بدلاً منه. وقد قتل هيكتور، بمساعدة أبولو، باتروكلس أثناء المعركة.

وعاد أخيل إلى ميدان المعركة لينتقم لمصرع باتروكلس. وقد أدخل تلهف أخيل الرعب في نفس هيكتور الذي حاول الفرار، إلا أن هيكتور تحقق من أنه يجب أن يحارب أخيل، بالرغم من أنه تأكد أنه سيواجه الموت. وقد قتل أخيل هيكتور وربط الجثة خلف مركبته. وسحب جثمان هيكتور حول جدران طروادة لعدة أيام. وذهب الملك بريام سرًا إلى أخيل واستجداه أن يعطيه جثة ابنه. وأشفق أخيل على بريام وأعطاه جسم ابنه هيكتور حتى يمكن أن يدفنه الطرواديون بطريقة مناسبة.

شكرا لتعليقك